نشرت صحيفة “الغارديان” مقالا لمحرر الشؤون البيئية، داميان كارينغتون، قال فيه إن جيشا من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الوهمية على تويتر وموقع التدوين ميديوم قام بالترويج والدفاع عن الاستضافة المثيرة للجدل لقمة الأمم المتحدة للمناخ من قبل الإمارات.
رئيس محادثات المناخ COP28 هو سلطان الجابر، وهو أيضا الرئيس التنفيذي لشركة النفط العملاقة الحكومية أدنوك، التي لديها خطط توسع رئيسية تتعارض مع هدف صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.
وزعمت منشورات من حسابات مزيفة: “أن التزام الإمارات العربية المتحدة بأن تكون المضيف المثالي لـ Cop28 هو شهادة على ريادتها في معالجة تغير المناخ”، وأن الجابر هو “الحليف الذي تحتاجه حركة المناخ”.
أعاد آخرون تغريد أو إعادة نشر تغريدات حكومة الإمارات أو سعوا لدحض الانتقادات. كان لأحد الحسابات صورة ملف شخصي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الإصطناعي، ولكن لم يتم قص العبارة التي تقول إن الصورة مزيفة “التي يضعها البرنامج على الصورة”.
تم الكشف عن الحسابات المزيفة على موقع تويتر للدكتور مارك أوين جونز، من جامعة حمد بن خليفة في قطر، وهو خبير في التضليل الإعلامي على وسائل التواصل الاجتماعي والشرق الأوسط. ووصف ذلك بأنه “جهد كبير ومتعدد اللغات للتسويق الماكر” يتضمن ما لا يقل عن 100 حساب مزيف و30000 تغريدة.
قال جونز إن تحليل التغريدات من عينة كبيرة من شبكة الحسابات المزيفة أظهر أن الموضوع الأكثر شعبية للترويج مؤخرا هو [مؤتمر البيئة الثامن والعشرين] Cop28. بعد كشف جونز للشبكة، تم تعليق بعض الحسابات بواسطة تويتر لكن العشرات حولوا محتواهم إلى أسماء مستخدمين جديدة.
قال جونز: “إنها شبكة من الحسابات المزيفة تحاول الترويج للسياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة. إنهم يركزون على الترويج لـ Cop28 أو تنظيفه من خلال صد الانتقادات الموجهة لوجود Cop28 في الإمارات العربية المتحدة وتجنبها”.
وأضاف: “هذه الحسابات تتظاهر بأنهم أشخاص حقيقيون وهم ليسوا كذلك من أجل إعطاء وهم الدعم الشعبي لموقف ما – وهذا ما يسمى بالتسويق الماكر. إنه فعل خداع، والأمثلة على اقتباسات الصحف عنها تعني أنهم خدعوا بالتأكيد الناس ليعتقدوا أنهم أناس حقيقيون”.
قال متحدث باسم Cop28: “هذه [الحسابات المزيفة] تم إنشاؤها بواسطة جهات فاعلة خارجية غير مرتبطة بـ Cop28 وهي مصممة بوضوح لتشويه سمعة Cop28 وعملية المناخ”. أضاف المتحدث أن مكتب Cop28 أبلغ عن المشكلة عبر تويتر، وطلب اتخاذ إجراء فوري، وأبلغ مباشرة عن حسابات مزيفة باستخدام نموذج الإبلاغ على موقع تويتر.
من غير المعروف من يقوم بتشغيل الشبكة. قال جونز: “الإسناد صعب للغاية. ولكن استنادا إلى الخبرة السابقة، فمن شبه المؤكد أنها شركة اتصالات إستراتيجية تعمل نيابة عن دولة الإمارات العربية المتحدة. هذه هي قاعدة نصل أوكام: التفسير الأكثر احتمالا”.
تصنف البيانات الواردة من تويتر حول عدد الحسابات المعلقة بين عامي 2018 و2021 لوجود روابط لعمليات المعلومات المدعومة من الدولة من الإمارات والسعودية ومصر على أنها أسوأ الجناة في العالم بعد الصين.
أثارت رئاسة الجابر لمؤتمر Cop28 انتقادات كبيرة، حيث وصفها عضو البرلمان الأوروبي مانون أوبري مؤخرا بأنها “مثل وجود شركة تبغ متعددة الجنسيات تشرف على العمل الداخلي لمنظمة الصحة العالمية”. وصفت كريستيانا فيغيريس مسؤولة المناخ السابقة في الأمم المتحدة مقاربة الجابر بأنها “خطيرة” في أيار/ مايو.
كشفت صحيفة الغارديان يوم الأربعاء أنه على الرغم من النفي، تمكنت شركة النفط من رؤية رسائل البريد الإلكتروني من وإلى مكتب Cop28 وتم استشارتها بشأن كيفية الرد على استفسار من صحيفة الغارديان. كما تم اتهام فريق الجابر بـ “الغسل الأخضر” على صفحات ويكيبيديا.
بالإضافة إلى كونه رئيس شركة أدنوك، يترأس الجابر شركة مصدر، وهي شركة للطاقة المتجددة. وقد دافع سابقا عن تعيينه، وأخبر صحيفة الغارديان في نيسان/ أبريل أن علاقاته التجارية ستثبت أنها عنصر أساسي في ضمان اتخاذ القطاع الخاص الإجراءات اللازمة بشأن أزمة المناخ.
حدد جونز الحسابات المزيفة باستخدام الأدلة مثل إنشاء الدُفعات في نفس التواريخ، أو صور الملفات الشخصية المُنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي أو المخزون، والتنسيق العام، واللغة، وأوقات النشر، وغياب أي وجود آخر على الإنترنت.
تم إنشاء شريحة أولى من الحسابات المزيفة في أب/ أغسطس 2021 وشريحة ثانية أكبر في شباط/ فبراير 2022. وتدعم الحسابات أهداف سياسة الإمارات العربية المتحدة الأخرى، بما في ذلك السودان والتكنولوجيا والطعام والثقافة. لكن جونز قال إن الموضوع الأكثر شعبية مؤخرا هو Cop28.
حساب واحد، @MahmudViyan، كان من المفترض أن يكون من مؤيدي حقوق الإنسان في الإمارات العربية المتحدة. كان يحتوي على صورة للملف الشخصي حيث لم يتم حذف نص: “http://this-person-does-not-exist.com”. الذي يشير بأن الصورة هي من إنتاج موقع ويب يقوم بإنشاء صور الذكاء الصناعي.
حساب آخر، FadelYael@، من المفترض أنه عالم فضاء يعيش في الإمارات العربية المتحدة، كان لديه صورة ملف شخصي يستخدمها أيضا موقع طب الأسنان التجميلي. بعد سلسلة محادثات جونز على تويتر حول الحساب، تم حذف اسم المستخدم ونقل الحساب وجميع التغريدات إلى حساب تويتر جديد، تحت اسم MissAhmadlyn@.
من المفترض أن أربعة حسابات كانت تخص عاملات بيئيات من الولايات المتحدة كن يعشن في الإمارات العربية المتحدة. ووصف جونز صور ملفاتهم الشخصية بأنها “مثيرة للغاية”.
بعد أن كشف جونز الحسابات المزيفة، تحول العشرات إلى أسماء مستخدمين جديدة، كما تم حذف التغريدات التي أبرزَها. وقال: “كل من أنشأ هذه الشبكة يدرك تماما أنني قمت بالتغريد على هذا الموضوع لأنهم قاموا الآن بشكل من التهرب”.
كما نشر عدد من الملفات الشخصية المزيفة مدونات على موقع Medium، بما في ذلك “Samantha Ali”، التي كتبت تدوينة في شباط/ فبراير بعنوان “سلطان الجابر: الحليف الذي تحتاجه حركة المناخ لـ COP28 UAE”، والتي جاء فيها: “يجب على المتشككين التوقف عن التذمر بشأن الجابر، فهو بالتحديد نوع الحليف الذي تحتاجه حركة المناخ”.
علقت حسابات وهمية أخرى على هذا المنشور المزيف. صورة الملف الشخصي لـ “Samantha Ali” مأخوذة من مكتبة صور تجارية ونفس حساب Medium استخدم سابقا اسم “Joie Cooper”.
في نفس اليوم من شهر شباط/ فبراير، وباستخدام نفس صورة التدوينة، كتب “Asher Siegel” تدوينة بعنوان “لماذا يجب على نشطاء المناخ إعطاء فرصة لسلطان الجابر”. صورته الشخصية عبارة عن صورة من مكتبة وصفت بأنها “رجل سوري وسيم في محطة القطار”.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
12/ Another terrifying development is the impossibly sultry, band of American environmental workers who are either AI-generated or from the same sci-fi novel. 2023: A Midjourney Odyssey? pic.twitter.com/MqIovUaAv5
— Marc Owen Jones (@marcowenjones) June 2, 2023
9/ but the clincher is the fact who ever created it forgot to completely remove the 'this person does not exist' watermark from the top.
— Marc Owen Jones (@marcowenjones) June 2, 2023
(for those who don't know, this person does not exist is a site that generates AI photoquality faces) pic.twitter.com/BEQ8GsY1BG
ترجمة بلال ياسين
المصدر: موقع عربي 21