خاص الوطنية
دخل العالم اليوم مرحلة جديدة على مستوى الاقتصاد والسياسة الدولية الحديثة التي بدأت تهدد كيان القطب الواحد وكينونته.
مما لا شك فيه ان دور روسيا العالمي على المستوى الجيوسياسي والجيو-اقتصادي بات دور مهم جدًا، لكن الخطر الاكبر على الولايات المتحدة الامريكية صاحبة النفوذ الذي يتقلص كل يوم هو التشبيك الروسي بين اقتطاب العالم في وجه الهيمنة الامريكية. وهنا لا بد وان نتحدث عن التكامل الاقتصادي من خلال التعاون الدولي بين العديد من الدول الرئيسية في العالم وتلاقيها في منظمة شنغهاي، مجموعة دول البريكس وغيرها من التكتلات العالمية المتحررة.
نوع اخر من التعاون الاقتصادي باتت تتميز به روسيا حديثًا الا وهو تحولها الى مقر اساسي للمنتديات العالمية المتحررة من الهيمنة الغربية، ومن اهم هذه المنتديات هو منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي والذي يعقد سنويًا وبحضور عالمي شامل وصل الى قرابة ال٨١ دولة في العام المنصرم ٢٠٢٢.
للمنتدى اهمية كبيرة على المستوى الاقتصادي الدولي وتتركز هذه الاهمية في النقاط التالية:
١- تعزيز التعاون الدولي بين روسيا ومختلف دول آسيا بالاضافة الى دول الشرق الاوسط وافريقيا وبعض الدول المتحررة في الغرب.
٢- عدم رضوخ الجزء الاكبر من الدول الى الهيمنة الامريكية بالرغم من وجود العقوبات الغربية والتحديات والتهديدات الامريكية للدول التي تتعاون وتتعامل مع روسيا.
٣- فشلت اميركا والدول الغربية في تثبيت سياسة عزل روسيا عن محيطها الدولي الذي بات واضحًا انه يتنامى دون قيدٍ او شرط، والدليل على ذلك الخروقات التي حققتها روسيا في علاقاتها مع دول الخليج العربي من جهة، والهجمة الخارجية من بعض الدول تجاه روسيا والتي توضح ان جميع محاولات العزل لم تكن فعالة.
٤- العزلة الاقتصادية التي تحاول بعض الدول الغربية فرضها افضت الى فتح اسواق جديدة في العالم للصادرات الروسية المتنوعة. هذا الامر وان دل على شيء فهو التأكيد على ان سياسة العقوبات والعزلة ارتدت ايجابًا على روسيا وليس العكس، وذلك بعدما وجدت روسيا الحلول المناسبة لتلك الحالات.
انطلاقًا مما تقدم يُعتبر منتدى سان بطرسبورغ منصة دولية مناسبة للتلاقي مع روسيا من اجل فتح افق جديدة من التعاون الدولي وتحديدًا للدول التي تبحث عن شراكات دولية منتجة ومفيدة للطرفين.
بالاضافة الى الاهمية الاقتصادية والسياسية، بات خطة المواجهة التي يعتمدها الغرب مع روسيا واسعة وتخطت البعد الاقتصادي لتمتد الى ازمة عالمية ربما تهدد سلامة الغذاء من خلال محاولة قطع سلاسل التوريد للمنتجات الغذائية الاساسية. واذا ما اردنا النظر الى بعض التفاصيل في هذا الملف نجد ان الدول الغربية تسعى لفرض عقوبات على بعض الدول التي تتعاون مع روسيا في ملف الغذاء العالمي، الامر الذي يزيد الشرخ بين حكومة الارهاب والعقوبات الكيدية في اميركا وحلفاءها الغربيين من جهة وبعض الدول الرافضة الانصياع للهيمنة الغربية من جهة اخرى. جميع هذه الدول باتت تجد ان حضور ممثليها في المنتديات العالمية التي تنظمها روسيا كالمنتدى الاقتصادي في سان بطرسبورغ وغيره من المنتديات الدولية هو ضرورة من اجل ان تستفيد هذه الدول من جميع الخدمات والعلاقات التي تقدمها روسيا على المستوى الدولي.