“كومسومولسكايا برافدا”: كيف وصلت المسيّرات الأوكرانية إلى موسكو؟

Spread the love
image_pdfimage_print

فيكتور بارانيتس

استُخدمت طائرات بدون طيار هجومية مختلفة في الاعتداء على موسكو. ولكن وفقاً لبقايا الطائرات المسيّرة التي تم إسقاطها، فليس من السهل، حتى الآن، إثبات نوع هذه الطائرات وإذا ما كانت أوكرانية.

كيف تمكنت الطائرات المسيّرة الأوكرانية من الوصول إلى موسكو وهل التقطتها الأقمار الصناعية الروسية؟ يجيب العقيد المتقاعد، المراقب العسكري في صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” المسكوفية، فيكتور بارانيتس، عن الأسئلة الرئيسة المتعلقة بهجوم الطائرات المسيّرة على موسكو، التي تبعد نحو 600 كيلومتر من الحدود الأوكرانية. 

  • في ما يلي نص المقالة منقولاً إلى العربية:

كيف تمكنت المسيّرات من الوصول إلى موسكو؟

– انطلاقاً من المعلومات المتوفرة لديّ، بعد التحدث مع متخصصينا في الدفاع الجوي، استُخدمت طائرات بدون طيار هجومية مختلفة في الاعتداء على موسكو. ولكن وفقاً لبقايا الطائرات المسيّرة التي تم إسقاطها، والتي جمعت من أماكن مختلفة في موسكو ومنطقتها، فليس من السهل، حتى الآن، إثبات نوع هذه الطائرات وإذا ما كانت أوكرانية. سنكتشف ذلك لاحقاً، بعد تقديم الخبراء تقاريرهم. حتى الآن، من الواضح أن هذه الطائرات كانت أحجامها كبيرة جداً وذات أجنحة جيدة. وهي ليست من ألعاب الأطفال المسيّرة، فهذه الطائرات قادرة على التحليق لمسافة تتراوح بين 500 وألف كيلومتر.

لماذا لم يتم إسقاطها على الحدود؟

– لم يطلق الأوكرانيون مثل هذا السرب من الطائرات بدون طيار في الوقت نفسه من قبل. إنه أول هجوم بهذا الحجم منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة. كان العبء كبيراً على وسائل دفاعنا الجوي، للكشف عن المسيرات وتدميرها. وقد استغرق الأمر بعض الوقت لتوزيع ترتيب تدمير الأهداف ومهاجمتها. اجتاز دفاعنا الجوي هذا الامتحان بكرامة. ما وصل من المسيّرات إلى موسكو يمكن وصفه بالتافه مقارنة مع حجم السرب، وكان لدى المتخصصين الروس في الحرب الإلكترونية وقت كافٍ يمكنهم من تدمير عقول هذه المسيّرات. ونتيجة لذلك، لم تعمل أنظمة تفجير الذخيرة على هذه الطائرات المسيّرة.

هل أطلقت الطائرات المسيّرة ليلاً، كيلا يتمكن السكان المحليون من ملاحظتها والإشارة إليها طيلة مدة رحلتها؟

– نعم، كما قال أحد ضباط الدفاع الجوي: شن الأوكرانيون عمداً هجومهم على روسيا، مثل النازيين، في أكثر الأوقات سكوناً. لكن على الرغم من ذلك كان سرب الطائرات المسيرة المعادية يقترب من الهدف في الضوء. لذلك شاهد سكان المناطق التي حلقت فوقها الطائرات وأبلغوا. الأهم هو أن رحلة الطائرات بمجملها رُصدت بواسطة راداراتنا.

هل رصدت أقمارنا الصناعية وغيرها من المعدات مسارها؟

– كانت وحدات الاستطلاع التابعة لنا عبر الأقمار الصناعية أول من أطلق جرس الإنذار. وكانت الصعوبة الأكبر في تتبع تحليق الطائرات المسيرة، التي كانت تناور في الارتفاع والمسار، وتنخفض لتطير فوق مجاري الأنهار والأراضي المنخفضة، متخفّية خلف التلال. ولبعض الوقت اختفت عن شاشات الرادار.

ما هي الاستنتاجات التي يجب أن يتوصل إليها جيشنا ومواطنونا؟

– علينا تكثيف الدفاع الجوي ونظام الحرب الإلكترونية، خاصة في الاتجاه الأوكراني. في الواقع، قال فلاديمير بوتين أيضاً: “نحن نتفهم ما يجب القيام به لتكثيف دفاعنا الجوي”. تظهر العملية الخاصة أن الوقت قد حان للانتقال من الدفاع الجوي الذي يغطي المدن والمرافق، إلى الدفاع الجوي الإقليمي المستمر. ونحتاج أيضاً إلى البحث عن طرق فعالة جديدة للتعامل مع هجمات الطائرات المسيّرة الضخمة. ويجب على المواطنين قبل كل شيء عدم الذعر لإسعاد العدو وعدم نشر إشاعات كاذبة.

– ألم يحن الوقت لدعوة مواطنينا إلى التوقف عن تحميل مقاطع فيديو لعمليات الدفاع الجوي على طائرات العدو المسيّرة على الإنترنت؟

– من غير المرجح أن تساعد بعض النداءات إلى بث الوعي لدى المواطنين. نحن بحاجة إلى دعاية حازمة ويومية، فنحن نعيش في زمن خاص، يستحيل أن نضع على الإنترنت ما يصب في أيدي العدو. يجب على الدولة أن تخبر مواطنيها ما هي حدود تبادل المعلومات، والتي من المستحيل تجاوزها. في الواقع، في كثير من الأحيان، عند مشاركة المعلومات “المثيرة”، يكشف الشخص عن موقع دفاعاتنا الجوية أو يبث الذعر في الآخرين. من الضروري أن تشرح للناس “قواعد اللعبة” وأن تسائل بدقة أولئك الذين ينتهكون هذه القواعد.

نقلها إلى العربية: عماد الدين رائف.

المصدر: موقع الميادين